الصلاة فريضةٌ على كل مسلمٍ بالغٍ عاقلٍ راشدٍ، وقد أورد القرآن الكريم فرضيّتها، وكذلك سنّة نبينا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، وبيّنا فضلها وثَوابها، وقد أرشدنا وعلّمنا رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم كيفية أدائها على الوجه الصحيح؛ فمن عجز عن أدائها قائماً أداها جالساً، ومن عجز عن ذلك أداها نائماً، ومن عجز أومأ بعينيه، فهي لا تسقط بحالٍ، ومن نام عنها أو نسيها أدّاها حال تذكّرها.
احتلّت الصلاة مكانةً عظيمةً في الإسلام؛ فهي ثاني أركان الإسلام التي بُني عليها وأحد دعائمه الأساسية، وهي فريضةٌ على كل مسلمٍ بالغٍ عاقلٍ راشد، وعددها خمس صلوات في اليوم والليلة، وهي توصل العبد بربّه، فيستشعر عظمته وقربه، ومن أدّاها بخشوعٍ وإخلاصٍ ذاق من الحلاوة والسعادة والأنس الشيء العظيم، فقد قال أحد السلف: (لو يعلم الملوك وأبناء الملوك ما نَحْنُ فيه من السعادة لجالدونا عليها بالسيوف)؛ فالسّعادة ليست بالقصور والكنوز، ولكن كلّ السعادة بمُناجاة الخالق العظيم والصلاة بين يديه.
فرَضَ الله عزّ وجل على عباده عدداً يسيراً من الصلوات، وعددها خمسٌ في اليوم والليلة: صلاة الفجر ثم الظهر، وصلاة العصر والمغرب، ثم صلاة العشاء، وعلى الرغم من قلّة عددها فلها ثوابٌ عظيمٌ في الدنيا والآخرة، كما أنّ من تركها وجحد بها فسيُحاسبه الله تعالى على ذلك، فالصّلاة أوّل ما يحاسب عليه المرء يوم القيامة، ومن صلحت صلاته فقد صلح سائر عمله، ومن فسدت صلاته فقد فسد سائر عمله.
قال الله تعالى: ﴿حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ)؛ فالصلاة الوسطى في قول العلماء هي صلاة العصر، فقد خُصّت صلاة العصر بمكانةٍ عظيمةٍ ومنزلةٍ رفيعةٍ كغيرها من الصلوات، فصلاة العصر أربع ركعاتٍ سريّةٍ، يبدأ وقتها بانتهاء وقت صلاة الظهر، وينتهي بغروب الشمس.
تُسمّى صلاة العصر وصلاة الفجر بصلاة البردين، وقيل سبب هذه التسمية لوقوعمها في بردي النهار أي طرفيه، وهي من الصلوات الواجب على الإنسان المحافظة عليها وعدم تضييعها، لأن وقتها يأتي بعد الانتهاء من مشاق العمل، فيكون الجسم بحاجةٍ للنوم والاسترخاء، فكثيراً ما يضيّعها المرء بسبب ذلك، وقد وردت أحاديثٌ كثيرةٌ عن نبينا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم في فضلها وعظيم أجرها.
المقالات المتعلقة بفضل صلاة العصر